طالما تصلنا استفسارات من قبل الكثير من المستثمرين في المجال العقاري حول موضوع الاستثمار في تركيا، وما هي الأسباب التي تجذب المستثمرين نحو السوق التركي بالرغم من ارتفاع الأسعار في الفترات الأخيرة، وتجعلهم يفضلونه على الأسواق العقارية في أوروبا، ما هي الأسباب والمحفزات التي تجعل من السوق العقارية في تركيا سوقا خصبة للمستثمرين، كل ما سبق إضافة إلى العديد من الاستفسارات التي تدور في أذهانكم سوف نقوم بالإجابة عليها في مقالنا هذا الذي نضعه بين أيديكم.
حيث سنستعرض معكم في مقالنا المحاور التالية:
- ما هي أبرز الأسباب التي تجذب المستثمرين نحو السوق التركية.
- مقارنة بين مواصفات الاستثمار العقاري في تركيا وأوروبا.
- نقاط تفوق السوق التركية على الأسواق الأوربية.
- مقارنة بين الإقامة في تركيا والإقامة في أوروبا.
ما هي أبرز الأسباب التي تجذب المستثمرين نحنو السوق التركية؟
موقع تركيا الحيوي: تملك تركيا موقعاً جغرافيا حيوياً نظرا لتوضعها على قارتي (آسيا وأوروبا)، مما يعتبر نقطة انطلاق قوية لكافة الاستثمارات فيها، وهذا ما جعلها أيضا تربة خصبة للمستثمرين وخصوصا مع النهضة الاقتصادية التي شهدتها تركيا خلال السنوات الأخيرة في كافة المجالات عموماً وفي المجال العقاري بشكل خاص.
النمو الاقتصادي: شهد الاقتصاد التركي نمواً متسارعاً نتيجة الخطوات العملية التي حققتها تركيا والتي تعتبر أحد أهم الركائز الداعمة للاقتصاد المحلي، حيث وصل الاقتصاد التركي الى المرتبة الحادية عشر عالميا بناتج محلي بلغ 815.27 مليار دولار في عام 2021، كما تشير التقارير عزم تركيا على بلوغ المركز العاشر عالمياً في عام 2023، من بين أقوى الدول اقتصاداً في العالم. مما يعتبر حافزاً كبيراً لرجال الأعمال للتوجه نحو السوق التركية بالعموم وسوق العقارات بشكل خاص حيث تعتبر الأكثر نمواً من بين الأسواق التركية.
التسهيلات العقارية التي تشجع المستثمرين: قام تركيا بتقديم الكثير من التسهيلات للمستثمرين في مجال العقارات وقد كان من أبرزها قانون “قانون اتملك العقاري” الذي تم إقراره عام 2012 والذي يعتمد بشكل رئيسي على مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول الأخرى في موضوع لتملك العقاري.
الحصول على الجنسية التركية من خلال العقارات: تعتبر الجنسية التركية عن طريق العقار من أبرز عوامل الجذب للمستثمرين الأجانب نحو سوق العقارات التركية، حيث يمكن للمستثمر أن يحصل على الجنسية التركية هو وعائلته من خلال تملكه لعقار بقيمة 400 ألف دولار فقط.
تنامي عوائد العقارات في تركيا: تشهد عائدات العقارات في تركيا تناميا بشكل مستمر ذلك بسبب الزيادة في الطلب على شراء أو استئجار العقارات التركية، مما يعتبر حافزا مهما للمستثمرين الراغبين في جني الأرباح وزيادة نسبة رأس المال الذي يستثمرون به.
التنوع المناخي والطبيعة الخلابة: إن التنوع المناخي يعتبر من بين أهم الميزات التي تجذب الأجانب لتملك عقارات في تركيا إلى جانب طبيعتها الخلابة الناتجة عن تنوع التضاريس بين ولاياتها، مما يمنح الفرصة لكل مستثمر بالحصول على العقار المناسب له في البيئة التي يرغب بها ويحبها.
الحصول على الإقامة العقارية: حيث يحصل المستثمر على الإقامة العقارية التي تمكنه من التنقل بين الولايات التركية ومن الدخول والخروج إلى تركيا بكل حرية بمجرد تملكه لعقار بقيمة 50 ألف دولار أمريكي.
مقارنة بين مواصفات الاستثمار العقاري في تركيا وأوروبا.
أهم ميزات تملك عقر في أوربا:
جمال الطبيعة: حيث تتميز بعض المدن الأوروبية بجمال طبيعة ساحر، يعتبر نقطة جذب للسياح والمستثمرين الأجانب، إلا أن فترته قصيرة وذلك بسبب امتداد فصل الشتاء والربيع الباردين على عموم أوروبا.
الإقامة الدائمة مقابل شراء عقار: حيث قامت بعض الشركات الأوبية قل عدة سنوات برفع شعار عنوانه “الجنسية أو الإقامة الدائمة مقابل العقار” سعيا منهم لاستقطاب عدد أكبر من المستثمرين نحو سوق العقارات في أوروبا.
إلا أن شروط تحصيل الإقامة لم تكن سهلة المنال إلا لفئة قليلة من الأثرياء نظراً للشروط الصعبة والقيمة المرتفعة لها.
متوسط قيمة سعر لمتر المربع السكني في الدول الأوربية وتركيا:
نشر موقع “Live and Invest Overseas” قائمة أرخص 10 دول أوروبية لشراء عقار سكني، وشملت هذه القائمة دول: إيطاليا والبرتغال وكرواتيا ورومانيا ومالطا ومونتينيجرو (الجبل الأسود) وايرلندا واليونان.
متوسط سعر المتر المربع لعقار سكني في مدينة فينس في إيطاليا 4400 يورو، أما في مدينة أبروز فيصل حدُّه الأدنى إلى 1015 يورو تقريباً.
وفي مدينة الغرب البرتغالية، يبلغ متوسط تكلفة شراء عقار في هذه المدينة ما يقارب 1345 دولاراً للمتر المربع الواحد.
وفي شبه جزيرة استريا في كرواتيا تبلغ تكلفة المتر المربع الواحد 1313 دولاراً.
وفي إسبانيا يبلغ سعر المتر في السكن الفاخر في مدينة مدريد قرابة 6900 يورو، وتصل الأسعار في بعض الأماكن النائية منها قرابة 1100 يورو.
وفي مدينة بوخاريست في رومانيا يبلغ متوسط تكلفة شراء المتر المربع فيها ما يقارب 1432 دولاراً.
أما في ضواحي مدينة باريس فيبلغ سعر المتر المربع 2666 يورو تقريباً، وفي قلب المدينة فلا يقل السعر للمتر الواحد عن 4000 يورو ضمن سكن مقبول، وفي مرسيليا الفرنسية أيضاً فإن قيمة سعر المتر المربع لبعض العقارات قرابة 4855 يورو، وفي الأرياف تتجاوز أسعار المتر الواحد وسطياً 1600 يورو.
في حين أن متوسط سعر المتر المربع السكني في تركيا يعتبر أرخص غالب الدول الأوربية
ففي إسطنبول التي تعتبر من أعلى المدن التركية رقيا وإقبالا من قبل الأجانب على التملك بلغ متوسط سعر المتر المربع الواحد 550 يورو للأراضي السكنية. وهذا يظهر لنا تفوق تركيا على عموم أوروبا في رخص أسعار العقارات على الرغم من ارتفاع الأسعار المشهود خلال السنوات الأخيرة على أسعار العقارات التركية.
نقاط تفوق السوق العقارية التركية على الأسواق الأوروبية:
تعتبر تركيا صلة وصل بين قارتي أوروبا وآسيا وذلك بسبب تموضعها الجغرافي على القارتين معاً، كما أنها تقترب من القارة الأفريقية.
اعتدال المناخ في عموم لمناطق التركية مع تنوع التضاريس فيها مما يجعلها عمال جذب كبير للسياح والمستثمرين.
قرب تركيا من الدول العربية بالإضافة إلى التاريخ المشترك مع العرب مما يجعلها وجهة لأغلبية المستثمرين العرب.
سهولة التملك العقاري في تركيا إلى جانب التسهيلات المقدمة عبر العديد من القوانين التي يعتبر من أبرزها قانون التوريث العقاري للأجانب.
الضرائب لعقارية المتوسطة والمعقولة مقارنة بالدول الأوربية، إضافة إلى العديد من التخفيضات والإعفاءات التي يحصل عليها الأجانب.
قوة ومتانة الاقتصاد التركي حيث تعتبر تركيا إحدى الدول الأعضاء لمجموعة العشرين الاقتصادية.
جودة التعليم وتنوع الاختصاصات واللغات التي تعتبر عامل جذب للكثير من الطلاب حول دول العالم مما يزيد الطلب على السوق العقارية بشكل رئيسي.
تشابه العادات والتقاليد العربية والتركية والبيئة المُحافظة شكلت عامل جذبٍ رئيسي للاستثمارات الشرقية والعربية حيث لا يخشى المُستثمر الأجنبي القدوم إلى تركيا والعيش فيها رفقةً بأسرته حيث تحظى المرأة العربية والمسلمة والمُلتزمة بكل احترام وتقدير من قبل الشعب التركي باختلاف أطيافه.
حصول المستثمر على الجنسية التركية هو وعائلته بمجرد امتلاكه لعقار بقيمة 400 ألف دولار أمريكي.
سهولة الحصول على الإقامة العقارية للأجانب بمجرد تملكهم لعقار في تركيا.
قوة الجواز التركي وتصنيفه العالمي المُتقدم شجعت الراغبين في الاستثمار العقاري على اختيار تركيا لاسيما القادمين من دول تحمل جوازات سفر ضعيفة.
الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تشهده تركيا مما انعكس بشكل كبير على نشاط السوق العقارية والانشاءات.
انخفاض أسعار العقارات الكبير مقارنة بالدول الأوروبية إلى جانب سهولة إجراءات التملك العقاري.
مقارنة بين الإقامة في تركيا والإقامة في أوروبا:
على الرغم من الرقي والتطور التي تتمتع به المدن التركية والذي يقارن بالدول الأوربية إلا أن تكاليف المعيشة في تركيا تعتبر أقل بكثير من نظيراتها من الدول الأوربية حيث يبلغ متوسط تكاليف المعيشة للعائلة المكونة من أربع أشخاص في العديد من الدول الأوربية حوالي 3500 دولار شهرياً بينما بلغ متوسط تكاليف المعيشة للعائلة المكونة من أربع أشخاص في تركيا حوالي 1500 دولار شهرياً وهذا يبرز الفارق الكبير بين تكاليف المعيشة في أوروبا وتركيا.
وفي ختام مقالنا هذا نتوصل معكم إلى خلاصة المقارنة:
إن عوامل الجذب المتنوعة في تركيا التي ستوجب الانتباه، من اقتصاد واعد ومناخ معتدل رائع، وسوق عقارية نشيطة وضخمة تنمو باستمرار، إلى جانب المعالم السياحية والتاريخية الكثيرة والمتنوعة التي تجذب السياح من كافة دول العالم نحوها تجعل من الاستثمار العقاري في تركيا خيارا رابحاً ومثمراً، كما أن أسعار العقارات في تركيا على الرغم من ارتفاع أسعارها خلال السنوات الماضية تعتبر أرخص بكثير من مثيلاتها في أوروبا، إضافة إلى التسهيلات والميزات المقدمة من قبل الحكومة التركية، ورخص المعيشة في تركيا مقارنة بأوروبا، يجعل من الاستثمار العقاري في تركيا فرصة استثنائية لا يمكن مقارنتها بالسوق الأوربية إطلاقاً، بالأخص مع التطور الحضاري والعمراني الذي تشهده تركيا إلى جانب النمو الملحوظ في الاقتصاد التركي.